التنكر للرموز الوطنية حين يصبح قانونا..؟ مقال للدكتورة نادين الماوري (3-2)

الرموز النضالية والتضحية في سبيل الوطن

تُعتبر الرموز النضالية في اليمن من أهم الشخصيات التي قدمت الكثير للوطن دون انتظار مقابل مادي أو معنوي. قدموا ما بوسعهم في سبيل خدمة وطنهم وشعبهم، وغادروا الحياة بنفس راضية. لكن تجاهل التاريخ لهم وعدم تسليط الضوء على تضحياتهم، لا يليق بأمثال هؤلاء الرموز. لقد قدموا الكثير للوطن وعلينا أن نتذكرهم ونحترم ما قدموه.

تضحيات المناضلين اليمنيين

والدي، المناضل عبد الله ناصر الماوري، كان واحدًا من هؤلاء الرموز. لقد علمنا قيم الإيثار والزهد والتضحية. لكني هنا لا أتحدث عنه فقط لأنه والدي، بل لأنه رمز نضالي كبير قدم تضحيات عظيمة مع رفاقه المناضلين. ناضلوا من أجل اليمن بحب وقناعة، ولم ينتظروا مقابلًا لأعمالهم.

دور المناضلين في الثورة والجمهورية

كان للمناضل عبد الله ناصر الماوري وغيره من المناضلين أدوار مهمة في دعم الثورة والجمهورية. تنقلوا بين البلدان الأفريقية بحثًا عن اليمنيين المغتربين لدعم الحركة الوطنية وتقديم المساعدة في سبيل التخلص من الطغاة والمستعمرين. ومع ذلك، تم تجاهل تضحيات هؤلاء الرموز بعد انتصار الثورة، وأخذ مكانهم أشخاص لم يكن لهم دور نضالي حقيقي.

محاولات تهميش التاريخ النضالي

للأسف، هناك من تعمد تهميش بعض الرموز الوطنية والتنكّر لتاريخهم النضالي. في المقابل، تم تضخيم دور أشخاص آخرين لم يكن لهم علاقة بالحركة الوطنية. هؤلاء الأشخاص كانوا بعيدين عن مسار النضال الوطني، ولكنهم قفزوا إلى الصفوف الأمامية بعد انتصار الثورة ليسردوا قصصًا زائفة عن نضالهم.

أهمية إنصاف التاريخ

من حق الأجيال الحالية أن تعرف التاريخ الحقيقي للرموز النضالية. يجب على المؤرخين والموثقين الاهتمام بإبراز تضحيات هؤلاء المناضلين، وتجنب تهميشهم. إن احترام التاريخ والهُوية الوطنية يتطلب أن نعيد النظر في القصص التاريخية المليئة بالأكاذيب، وأن ننصف من يستحق التقدير.

رسالة إلى الجاحدين

دافعي في الحديث عن هذه المواضيع ليس فقط لأن الحاج عبد الله ناصر الماوري هو والدي. بل لأنني أؤمن بضرورة إنصاف جميع الرموز النضالية التي تعرضت للتهميش. هناك من يحمل نفسية مريضة ويتنكر لتضحيات هؤلاء الأبطال، ويجب أن نعمل على تصحيح هذا الخطأ.